كتب محمد العولقي
* الحديث عن إعلام رياصي مصري منصف ليس تابعا و لا متبوعا أشبه بالحديث عن المستحيلات الثلاث عند العرب الغول و العنقاء و الخل الوفي..
* مناسبة الحديث عن الإعلام الرياضي المصري تلك الهالة الإعلامية غير الطبيعية التي تصاحب البرتغالي فيريرا مدرب نادي الزمالك..
* و حتى لا يقطب أحدكم حاجبيه على طريقة عادل أدهم أسارع إلى تفسير ما هو غامض ..
* نشهد هذه الأيام حملة إعلامية منظمة تنفخ في روح فيريرا و تتفنن في إطلاق كامل الأوصاف عليه، و هذا التوجه مفهوم و مقبول بالنظر إلى نتائج نادي الزمالك التصاعدية في الدوري المصري..
* لكن عندما تتطور الحملة الإعلامية و تتعدد أبواقها و مظاهرها بهدف النيل من مدرب آخر أنجز في موسمين و نصف ما لم ينجزه أي مدرب مصري أو (خواجة) فهذا تجني مع سبق الإصرار و الترصد نبخس به الآخرين أشياءهم..
* أبصم معكم بالعشرة أن فيريرا مدرب ثعلب يقرأ المباريات بطريقة جيدة و يحسن التعامل مع دكة البدلاء، و ضليع في توظيف اللاعبين داخل الملعب،لكن القول إنه أفضل و أنجح مدرب مر على الكرة المصرية في السنوات الخمس الأخيرة وهم و خيال و تجني فاضح على حقوق الجنوب أفريقي مدرب النادي الأهلي السابق بيتسو موسيماني..
* قد يقول أحدكم:
فيريرا أعاد لمدرسة الفن و الهندسة رونقها و نكهتها و جمالها..
و هذا كلام جميل و كلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه على رأي الفنانة ليلى مراد، لكن غير الجميل أن نمنحه لقبا يستحقه غيره بالأدلة الساحقة الماحقة، من منطلق أن كرة القدم ليست مجرد لعب أنيق بالشوكة و السكين و محاكاة طلاسم السامبا البرازيلية، لأنها قبل هذا و ذاك بطولات و ألقاب و إنجازات تضع الفوارق بين مدرب يشهد له الملايين و مدرب آخر يدغدغ عواطف الملاليم..
* إذا كان الإعلام التابع المتعصب غير المحايد قد أسبغ و أنعم على فيريرا لقب البروفيسور لمجرد أنه فاز ببطولتين و الثالثة محل شك، فأي لقب يستحقه بيتسو موسيماني الذي فاز مع الأهلي بثمان بطولات كبرى في موسمين و نصف فقط؟
* ينتابني إحساس فظيع و أنا أتابع شراسة الحرب غير الأخلاقية على كل ما هو أهلاوي، و أتساءل بحق :
ماذا يحدث للكرة المصرية؟
كيف يتحلل الإعلام الرياضي و يخرج من إطار الموجه و الناقد الذي يوجع المتلاعبين و المزورين إلى مجرد تابع يحمل طبل النفاق و يتبنى سياسة تدميرية تنسف كل ما هو أهلاوي جميل؟
* تعالوا نحسبها بالقلم و الورقة و نقدم كشف حساب يضع موسيماني و فيريرا في كفتي ميزان المقارنة المنصفة و العادلة :
بيتسو موسيماني :
- فاز بدوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين ..
- فاز بالسوبر الأفريقي مرتين متتاليتين..
- فاز ببطولة الدوري المصري..
- فاز بكأس مصر ..
- فاز ببرونزيتي كأس العالم للأندية..
المجموع ثمان بطولات التهمها الأهلي من على موائد الكرام و اللئام تحت إشراف موسيماني..
* فيريرا :
فاز مع الزمالك ببطولة الدوري و كأس مصر عن الموسم الماضي، و فشل في تجاوز الدور الأول في دوري أبطال أفريقيا..
فكيف يكون فيريرا صاحب البطولتين بروفيسورا و أفضل و أنجح من (موس) صاحب الثمان بطولات؟
* إنهم بقلب الحقائق و الموازين و محق الحق بالباطل يسلكون سلوك المطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون..
* يا جماعة حتى الجنون يحتاج عقل يخارجه..
اللهم ألهم إعلام الحبة و القبة الذين يطمسون الحقائق و يتجنون على الأرقام و يبخسون الناس أشياءهم عقولا تفرق بين التعصب للزمالك و اللعب بالنار أمام بوابة المهالك ..!