لا يمكن لعاقل أن ينكر ما وصلت إليه قوة السوشيال ميديا من سيطرة شبه تامة على حياة الناس، حتى كادت أن تعطل العقل البشري، ومن خلال هذه القوة تغيرت أنماط الحروب وطرقها عن الماضي، إذ أن قواعد اللعبة في الكوكب تختلف باختلاف الزمان والمكان، ومواقع التواصل الاجتماعي أضحت أداة مهمة من الوسائل التي يتم استخدامها في الكثير من الأحيان لتفتيت المجتمعات والشعوب، وخلق النزاعات الوهمية، ونشر الكراهية والعنصرية والتخوين، واستهداف بعض الشخصيات ذات المكانة المعتبرة بالمجتمع، والتشكيك فيها هو ما يتم حرفياً ويُستغل من حسابات ومعرفات تحمل أسماء أو بدون أسماء، سواء من الأعداء أو الإخوان الخبيثة، وما يحدث من استضافات من خلال سراديب وغياهب الغرف المظلمة والمساحات، وحتى بعض القنوات التلفزيونية، إنما يهدف لبث الفرقة والاختلاف واللعب على أوتار العاطفة، ومع الأسف هناك الكثير ممن ينساق بقلة الوعى أو الإدراك وراء هذا أو ذاك الهاشتاق أو الحساب المزيف.
على صعيد آخر، نرى أن سرعة انتشار المعلومات (الصحيحة أو المزيفة)، أصبحت متاحة بيسر وسهولة لا مثيل لها، إذ من خلال تصفح أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، سوف ترى الجميع يقرأ ويتابع ويحلل ويقيم الأحداث، وكأنه خبير مختص، فتحولت الكثير من المنصات إلى ساحات يتم فيها تمرير الأفكار المسمومة والهدامة، ويساهم هذا في زرع الفتنة والتشكيك فى النزاهة، وإطلاق الأحكام القطعية على الآخرين، والأمر أشبه ما يكون في محكمة استئناف على مجتمع كامل، ويبدو كأن أصحابها خبراء وساسة محترفون، فترى ذا يتحدث وينظر بالاقتصاد وذاك في السياسة وهذا في علم الاجتماع.. الخ.
الكلام في هذا الأمر يطول، لكن أود أن أختصر ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، والهدف هو التوعية، وكلمة حق أمام التراهات المفسدة، أريد أن أقول أن هذه الحسابات والمعرفات التي لا تعكس توجهات الدول يلجمها الوعي، وحده الوعي القادر على ذلك، حيث أنهم قد يستغلون بطريقه وأخرى دون وعي منهم، ويصبحوا وسيلة للأعداء، والاختلاف، وهنا علي أن أشيد في الحس الوطني وما يفتح من مساحات في غاية الأهمية لكشف هذا العبث وهذه الحسابات التي تفرق وتسقط على المجتمعات، إذ أني أثمن بشدة ما يقوم به الأستاذ عبد الطيف آل شيخ بصلابة الكلمة وكشف الأقنعة وتساقطها.