يُعرّف الوطن على أنَّه الأرض التي وُلد فيها الإنسان، ونشأ بها، وترعرع في أرجائها، وتزوّج فيها، فهو يُمثّل الذكريات التي لا يُمكن نسيانها، حيث يحتضن الأحباب، والأصدقاء، والأهل، والآباء، والأجداد، ولذلك يقول الإمام الغزاليّ: (والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة)
وشعور لا يُعادله شيء في الدنيا، فهو قدّم لأبنائه الغالي والنفيس، إذ كان دومًا الأم الحانية ومأوى الطفولة، وهو شاهد على أحلامنا وأمنياتنا ومستقبلنا،الوطن روح تسكن فينا ونسكن فيها، حبه فطرة ألقاها الله في قلوبنا، وواجبنا اتجاهه يكون بالمحافظة على أرضه ومائه وهوائه من التلوّث وممتلكاته العامة ومؤسساته من التخريب، وأن نقف وقفة عز وشموخ لرايته العظيمة، فهذه اللحظة لحظة فخر واعتزاز ومسؤولية اتجاه ترابه الطاهر.
فمن منا ينسى وقوفنا في طفولتنا في المدرسة أثناء الطابور الصباحي (سارعي للمجد والعلياء) وإعتزازنا بإنتمائنا لسعوديتنا فأجدادنا ضحوا من أجل تراب الوطن وشموخه، وعلينا نُكمل مسيرتهم، بالولاء والانتماء والجد والعمل، فحب الوطن لا بالأقوال بل بالأفعال والوفاء والتضحية
وتعدّ المملكة العربية السعودية واحدةً من أكبر الدول الموجودة في شبه الجزيرة العربيّة، يحدّها البحر الأحمر من الغرب والخليج العربي من الشرق، ويزيد عدد سكّانها عن الخمسة والثلاثون مليون نسمة، عاصمتها الرياض، وتمتلك السعودية اقتصادًا قويًّا قائمًا على البترول، حيث تعدّ أكبر مُنتج ومُصدّرٍ للنفط في العالم، يعود تاريخها وجذورها للحضارات القديمة التي عاشت في شبه الجزيرة الوطنية، وقد ساهمت بدورٍ كبيرٍ حضاريًا وتاريخيًّا باعتبارها مركزا تجاريًا قديمًا ومهدًا للإسلام، وقد شهدت المملكة العربية السعودية الحديثة منذ أن تم تأسيها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرّحمن آل سعود رحمه الله ،تحوّلاتٍ كبيرة ومذهلة، فقد تحوّلت من بلدٍ صحراوي لدولةٍ حديثة ومتطوّرة لغاية، وتشهد الآن تحقيق بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، أُطلقت رؤية المملكة 2030، وهي رؤية سمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله لمستقبل هذا الوطن العظيم، والتي تسعى لاستثمار مكامن قوّتنا التي حبانا الله بها،وتم تحقيق عديد من الإنجازات خلال السنوات الماضية ،وتبلور عدد من ممكّنات التحول، التي أسهمت في تحقيق نتائج ملموسة، على صعيد منظومة العمل الحكومي والاقتصاد والمجتمع، وأرست أسس النجاح للمستقبل. لقد واجهنا عديدًا من التحديات، واكتسبنا عديدًا من الخبرات التي عززت ثقتنا في تحقيق أهدافنا، وعملنا على زيادة فعالية الحكومة واستجابتها، من خلال الاستثمار في التحول الرقمي الحكومي، وخلقنا فرصاً للنمو والاستثمار، واستحدثنا عدداً من القطاعات الاقتصادية الجديدة، وفتحنا أبوابنا للعالم، ورفعنا مستوى جودة حياة المواطنين، وتمت كل تلك الإنجازات بأيدي أبناء هذا الوطن العظيم وبناته ،فمكانة الوطن في القلب والروح، ولا يُمكن أن تتغير أبدًا، والواجب اتجاهه هو تقديم كل ما يستطيع الفرد تقديمه، والاستعداد للدفاع عنه، والعمل على بنائه بالعلم والفكر والثقافة والأخلاق.