إعداد :د. تركي بن عبدالمحسن بن عبيد
مع تسارع وتيرة تغير المناخ، تتجلى هشاشة كوكبنا بوضوح متزايد. ويدفع استمرار أوجه عدم المساواة، والتفكك الاجتماعي، والتطرف السياسي بالعديد من المجتمعات إلى حد نشوء الأزمات. أما التقدم المحرز في الاتصالات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا البيولوجية فينطوي على إمكانات كبيرة إلا أنه يثير شواغل أخلاقية وإدارية جدية، ولا سيما أنَّ وعود الابتكار والتغيير التكنولوجي لها سجل غير متكافئ من حيث الإسهام في ازدهار البشر.
الرؤية
تمثل المعرفة والتعلم أعظم الموارد المتجددة التي تمتلكها البشرية لمواجهة التحديات ولابتكار البدائل. بيد أن التعليم يتجاوز الاستجابة لمتطلبات العالم المتغير، فالتعليم يحدث التحول في العالم.
واستشرافاً لعام 2050 وما بعده، ترمي مبادرة " مستقبل التربية و التعليم: تعلَّم لتصبح الإنسان الذي تريد" إلى إعادة تصور الطريقة التي يمكن أن يسهم من خلالها التعليم والمعرفة في الصالح العام العالمي.
الغاية
ستحشد هذه المبادرة العديد من السبل الغنية لتكوين الذات واكتساب المعارف بغية تعزيز الذكاء الجماعي للبشرية. وتعتمد هذه المبادرة على عملية تشاورية مفتوحة وواسعة النطاق تشمل الشباب والمربين والمجتمع المدني والحكومات وقطاع الأعمال والجهات المعنية الأخرى. وستضطلع لجنة دولية رفيعة المستوى مؤلفة من قادة فكر من ميادين متعددة ومن مختلف المناطق في العالم بتوجيه هذه العملية. وستنشر اللجنة في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢١ تقريراً يرمي إلى مشاركة رؤية استشرافية بشأن المصير المحتمل للتعلم والتعليم، وتوفير خطة بشأن السياسات العامة. وستحفّز مبادرة "مستقبل التربية و التعليم : تعلَّم لتصبح الإنسان الذي تريد" إجراء مناقشة عالمية بشأن الطريقة التي يمكن أن ترسم بها المعرفة والتعلّم ملامح مستقبل البشرية وكوكب الأرض.
دعم المجلس الاستشاري لمبادرة مستقبل التربية والتعليم اليونسكو واللجنة الدولية في أثناء إعداد تقرير وضع تصورات جديدة لمستقبلنا معاً: عقد اجتماعي جديد للتربية والتعليم. وضم المجلس في عضويته شخصيات بارزة وشركاء استراتيجيين رئيسيين في مجالات التعليم العالمي والبحث والابتكار. وقدم المجلس التوجيه الاستراتيجي لليونسكو بشأن مبادرة مستقبل التربية والتعليم، بما في ذلك مدخلات بشأن المحتوى والعملية والتوعية.