كتب- نايفة العنزي
الصداقة من الصدق والوثوق بالشخص ولا تعني فقط المعرفة ، بل المعرفه الحقيقه!
هل يوجد من يعرفنا حقًا؟
هل يوجد من يؤتمن علينا حقًا؟
الصداقة هي العلاقه المتينه بين شخصين، هل علاقاتنا اليوم هي متينة أم هشة؟ أظن أن سؤالي يحتاج إلى التفكير فاليوم نواجه تلك العقبات التي تربك كل علاقة سواء كانت صداقة أخوة أو حتى العلاقات الزوجية!، هناك رابط رقيق لا يرى بالعين المجردة مثل حبل القطن؛ حبلُ خفيف، ولكن يتميز بالبياض، والنقاء رقيق يكاد أن لا يرى، ولكن متينٍ في نفس الوقت ،هش! ولكنهُ ناعمًا لا يخدشُهُ شيء! إنها الصداقة! وصفتُها بشكل جميل، ولكن هل هي كذلك لا أدري لعلي أحتار! ربما لأن الناس اختلفت تغيرت، وتغير ماؤها، وهواؤها، وترابها حتى جوفها! تغيرت قلوبهم، وحواسهم حتى العقل، والمنطق أصبح هناك العقل فارغ، وأصبح الجوفُ خاليًا، والقلبُ باهتًا تكسوهُ القسوة، والمرارة! آلا عجبًا على زمان يكاد ينعدم فيهِ إخلاصًا ولارَحمن ولاحُبًا لِذوي قُربًا، ولا حتى ذوي بُعدًا! اكاد أنسى قسُوة الزمان فانغمس وراء رغباتي في تحقيق المتعه فالحياه، وتخفيف حِدتها في تكوين معارفٍ، وصداقات تغرس في قلبي الزهور، وفي عقلي الفضول حتى أسعى للمعرفه الحقيقه الذي تثريني، وتحسنُ من نفسي، ومعرفتي! أين هذي الصداقات! أين هذي المعارف! رغبتي من الفطره، وليست شيئًا غير مستحبٍ إنما هي أساس الحياه، واستمرارها بمجاراتنا مع غيرنا، وأقارننا ثم نزدهرُ معًا ؛ ولكن العصر هذا تغير؛ لم اعيش بالعصر القديم، ولكن يكفي التاريخُ بِذكرهِ صداقات العصور الماضيه أبناءً عمومتهم وأسلافهمِ ورُفَقائهّم فهناك الجيّدُ، والسيءُ بزمانهم، ومنها ماذكرهُ الشاعر الجاهلي ( ذوُ الأصبع العدواني) في أبياتٍ لقصيدتهِ يقول في أوسطها:
“وإنَــي لعَمَرُكَ مـاَ بَابـي بَـذِي غَلَـقٍ
عَــنْ الصَديِـق وَلا خَـيري بِـمَـأْمُـونِ
عِنْـدي خلائـقُ أقـوامٍ ذَوِيْ حَسَـب
و آخَــرُونَ كَـثِـيــر كُـلُّـهُــم دُونِـــي ”
ابياتهُ معبره، وجميل، وفيها من الثقه الكثير، والغرور الحميد، ولعلي أتفق معه في آخرىَ بيتين ، لن أشرح أبياته فأنا هُنا لستُ أشرح البيان، والأدب، والشعر إنما لأُعبر عن امتعاضي من علاقاتي, وهذا الزمان!
في النهايه لعلنا لا نحكم على الجميع بهذهِ الصوره! فهنالك الصالح، وهنالك الطالح! فأتمنى لي ولكم أعزائي القارئين الأصدقاء الجيدين الرفقاء بالحسنة, والسيئه بالسرور وبالحزن.