قلم _ محمد الفايز
مما لا شك فيه أن التصريح بعدم معرفة المعلومة أو غيابها عن الذهن لا يعد نقصا يقلل من مكانة وقدر الإنسان، وليس أمرا يندى له الجبين.
إن الحديث بلا علم أو معرفة أو استقصاء للمعلومة الصحيحة أو الخبر من المصدر الصحيح ، والدفاع عمن يتزعم تلك الأقنعة والمعرفات ، وما تروج له من معلومات و أخبار غير دقيقة و إساءات للشعوب و الدول ، يجعلنا أمام ترسانة من المغالطات والتزوير، وينطبق على تلك الممارسات ماقاله الألماني جوزيف جوبلز مهندس ماكينة الدعاية الألمانية لمصلحة النازية وأدولف هتلر: «اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس».
ويبدو أن هناك من لا يزال يحمل الشعار نفسه بحسابات ومعرفات يديرها شخص أو أشخاص ، ويظن أنه أذكى من جميع الناس فيروج لهم ما قد يؤثر فيهم، حتى وإن حدث بعدها ما هو عكس ذلك تماماً.
وهنا يأتي دور الصحافة الاستقصائية والتحري الصحفي في الكشف عن الأقنعة و الحقيقة لتلك الشخصيات.
وهنا قد يتسائل البعض ما الفرق بين التحري الصحفي والصحافة الاستقصائية؟!
إن التحري الصحفي هو عملية جمع المعلومات والوقائع من مصادر مختلفة والتحقق من صحتها ومصداقيتها، وعندما تكون هذه المعلومات كافية يتم نشرها في التقارير الصحفية.
أما الاستقصاء الصحفي، فهو عملية أكثر عمقاً وتعقيداً ويتضمن تحليل ودراسة المعلومات المتاحة للتوصل إلى معلومات جديدة،
في هذه العملية يعمل الصحفي على جمع المعلومات من مصادر مختلفة، ودراسة الوثائق والبيانات والتعامل مع الشهود، كما يستخدم الصحفيون في الاستقصاء الصحفي تقنيات مثل: التحليل الاقتصادي والجيلوجرافي والأدلة الدامغة لتوفير مزيد من المعلومات الدقيقة ، وإنتاج تقارير تستند إلى مصادر صحيحة وموثوقة.
بشكل عام، فإنه يمكن القول أن التحري الصحفي هو جزء من الاستقصاء الصحفي.
أما الصحافة التحقيقية فإنها تستخدم أدوات مشابهة للاستقصائية ، وذلك للكشف عن وقائع غير معلنة أو محجوبة؛ لكن تختلفان في التركيز على نوع الأخبار والمعلومات التي تسعى للحصول عليها.
الصحافة التحقيقية تستند بشكل أكبر إلى التحليل العميق والتجزئة الدقيقة للمصادر المتعددة ، لإنتاج تقارير مفصلة عن موضوعات محددة ومعقدة، وتنشر تلك التقارير في الصحف والمجلات والإذاعات والتلفزيون بطريقة تلقائية تثير الجدل وتدفع المؤسسات والقوى الرسمية للتحرك أو التعليق.
وفيما يخص الصحافة الاستقصائية فهي تهتم بتحليل وتتبع العمليات السرية والمحرمة، وبالتقاط أشخاص ومؤسسات وسلوكيات بطريقة سرية وغير ظاهرة، بغرض الكشف عن المخالفات والفضائح والفساد، وتنشر تلك التحقيقات بطريقة مخصصة تتمتع بالمصداقية والعلنية، مثل المواقع الإلكترونية المستقلة والضميرية.
لذلك يمكن القول بأن الفرق بين الصحافة التحقيقية والصحافة الاستقصائية يتمثل في التركيز والأسلوب المتبع في المواضيع التي تتناولها كل منهما.
وهنا يمكننا أن نتسائل هل الأسلوب و مهارت الإقناع تقلب الحقيقة رأسا على عقب؟!هل الميول الشخصي والفردي يؤثر على صحة المعلومة؟!.
لا شك أن هنالك أسئلة كثيرة تدور ويبقى المجتمع من يتلقى ذلك بين التصديق وعدم الاقتناع.
وللأسف فإن هناك حسابات تنشر الوهم ويقف خلفها شخصيات مزيفة ، هدفها تمرير المعلومة المغلوطة و التطاول على الأوطان وخلق الفتن و وتأجيجها والكذب ، ولابد من استقصاء واستئصال ذلك الورم الخبيث.
وأختم حديثي برسالة لأولئك الخبثاء أقول لهم فيها: لن ترونا إلامعا.