كان هناك ابن وحيد لأمه ، وكان الأطفال فى المدرسة يعايرونه ؛ لأن أمه بعين واحدة ( عوراء ) ويقولون له يابن “العورة” ..
وكان الطفل يشعر بالغضب .
وذات يوم ذهبت الأم إلى المدرسة ، للاطمئان عليه ، فنظر لها وسط زملائه، وقال : لما أتيت ، لكي تخيفى الأطفال بعينك ،إنى أكرهك اذهبى بعيدا .. فنزلت دموعها من عينها الوحيدة .
وعندما كبر الابن سافر ، ثم تزوج و أهمل أمه ، اشتاقت الأم لولدها الوحيد فقررت الذهاب له.
وعندما فتح الباب وجدها أمامه ، وكان ابنه الصغير بجانبه فنادى على إخوته وظلوا يضحكون ويقولون إنها بعين واحدة ..
فصرخ فيها ما الذى أتى بك إلى هنا ..؟؟، أنت تخيفين أطفالى .!!
قالت له: وهى تنكس رأسها : آسفه لقد أخطأت فى العنوان فاستغرب الابن.. لماذا قالت هذا . ؟؟
وذات يوم جاءته دعوة من المدرسة لحضور حفلة لم الشمل.
فكذب على زوجته، وقال لها: إنى مسافر للعمل فى مكان ما لمدة أسبوع..
وبعد أن حضر الحفل ، ساقه الفضول إلى بيته القديم فوجد أمه قد توفيت..
فشعر بالحزن ، وسأل نفسه لماذا هذا الحزن بداخلي..؟؟
طالما كرهت تلك العجوز ذات العين الواحدة.
وقبل أن يغادر أعطاه جاره رسالة تركتها له أمه ، كأنها كانت تعرف أنه سيعود يوما ما ..!!
فتح الرسالة وقرأ..
ابنى الحبيب:
طالما أحببتك وانتظرت عودتك ، إنى آسفة جدا حين أتيت لك فى البيت وأخفت أولادك ، ولكنى كنت أبحث عنك فى كل مكان ، فقد اشتقت اليك!!!
كنت سعيدة جدا حين رأيت أولادك.
أبلغهم إننى أحبهم جدا كما أحببتك أنت أيضا.
آسفة لأنى سببت لك الإحراج مرات ومرااااااااااات.
ولكن ليس ذنبى إننى بعين واحدة.
سأقص لك قصة.
كان هناك ولد يبلغ من العمر 3 سنوات ، كان يحب الحلوى ، وكان كثيرا ما يلهو ويلعب فى الفناء الخارجى للبيت..
وفى يوم من الأيام اصطدم بالشجرة فجرحت عينه ، وعند الطبيب قال لهم إن عينه لم تعد تعمل نهائيا ، ولن يستطيع الرؤيا بها بعد الآن.
أتدرى من هذا الطفل ، إنه أنت !؟
ولكن قد صعب على أنك تكبر وتترعرع ولاترى الدنيا بعيناك الجميلتين.
فتبرعت لك بعينى.. حتى ترى الدنيا كاملة ولا يسخر منك أحد
وكنت فى قمة سعادتى أن ابنى يرى الدنيا من خلال عينى
مع خالص حبى ..
أمك….
اقتباسات