بقلم / محمد العولقي
* يؤسفني و يحز في نفسي أن لاعبي الأهلي خيبوا ظنون و نوايا مسيري قنوات أون تايم سبورت بيضاء الهوى و الهوية، بعد أن أعدوا للأهلي ما استطاعوا من تجريح و تشريح و لؤم حقيقي..
* يؤسفني حقا أن لاعبي الأهلي برباعيتهم في مرمى فيوتشر المصحوبة بعرض فني كرنفالي خلاب أفسدوا على قنوات أون تايم سبورت حفلة التقطيع التي تم التجهيز لها مبكرا في حالة التعادل أو الخسارة..
* نعم شعرت بأسف عندما قرأت توابع رباعية الأهلي على وجوه مقدمي و محللي و مراسلي قنوات أون تايم سبورت، بدأ لي و كأن على وجوهمم غبرة تعتليها قترة، فحفلة الشواء تبخرت فجأة في حين تحول الاستديو التحليلي إلى مأتم حقيقي..
* كانت عدة التقطيع في لاعبي الأهلي جاهزة من كل المجاميع، و في سبيل رفع منسوب التقطيع تم الاستعانة بندابين ما بين نائحة مغرر بها و ثكلى مدفوعة بغشاش القدرة على رؤية الصورة حسب توجهات المخرج، و الأسوأ بلا شك النائحة المستأجرة، يعني تعالي قطعي في لاعبي الأهلي مع مشاهد عاشورية من شق الجيوب و لطم الخدود و نحن سدادون.
* الحكاية ببساطة شديدة أن قنوات أون تايم سبورت تراقب الأهلي مراقبة صارمة مان تو مان و على طريقة مراقبة الجزار الإيطالي كلاوديو جينتيلي لمارادونا و زيكو في كأس العالم بإسبانيا 1982
* تشعر و أنت تتابع العبط الإعلامي بكل غثه أنه إعلام تابع للون واحد و موجه فقط ضد الأهلي، يهول أخطاءه و يحصي الشاردة قبل الواردة، و يصنع من الحبة قبة دون الوضع في الاعتبار حكاية الشرف الرفيع لدور الإعلام الجاد الموجه غير المنقاد..
* تذكرون حكاية مصافحة مدرب الأهلي الجديد ريكاردو سواريش للاعب بتروجيت، و كيف نسجت حولها القناة الكثير من الحكايا و القصص و الروايات المليئة بكل توابل التأويلات و بهارات الافتراءات، و كيف أن نفس القناة غضت الطرف عن مشهد مشابه كان بطلة فيريرا مدرب الزمالك الذي أصر و ألح على مترجمه ضرورة إحضار لاعب المقاولين العرب أحمد علي لمصافحته، فانتهى المشهد بعناق حار و حديث خاطف عن الهوى يذكرك بما يحدث في نهاية الأفلام الهندية.
* تخيلوا لو أن هذا المشهد حدث لمدرب الأهلي سواريش مع اللاعب أحمد علي قبل المباراة، ثم حدث أمر جلل أثناء المباراة على غرار إهدار اللاعب نفسه لركلة جزاء أمام الزمالك، ترى كيف كان سيتعامل إعلام الحبة و القبة مع هذا المشهد الهتشكوكي؟ وهل كان أحمد علي سينجو من تهمة الخيانة؟
* نفس الإعلام الذي تبنى مصافحة سواريش للاعب بتروجيت و صنع من بحرها طحينة سكت و صمت و عانق لاءات بوذا الثلاث لا أرى .. لا أسمع .. لا أتكلم ..في مسألة مصافحة فيريرا بالأحضان و القبلات الحارة للاعب أحمد علي ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن جهابذة الأستوديو التحليلي لم يلمزوا أو يهمزوا أو يغمزوا أو يربطوا و لو من باب الإثارة الإعلامية بين مصافحة بيريرا لأحمد علي و ضياع ركلة الجزاء بغرابة، فهل هذا إعلام منصف و عادل لا يكيل بمكيالين في تعاطيه بشفافيه مع كل الأحداث الرياضية المتشابهة؟
* يا للهوووول..!
هذه جملة تعجب استعارها مسيرو قنوات أون تايم سبورت من مخزون يوسف وهبي عميد المسرح العربي، و هم يحاولون إظهار عكس ما يبطنون بعد رباعية الأهلي في مرمى فيوتشر، لهذا السبب جاء التحليل مرتبك و أسئلة السائل أكثر ارتباكا، ففي الواقع لم يكن أكثر المتعاطفين في القناة مع الأهلي يتوقع هذا السيناريو..
* الأهلي بفوزه على فيوتشر بنتيجة لا تقبل الجدل و لا النقاش اصطاد عدة عصافير بحجر واحد..
أولا : استعاد توازنه النفسي على حساب فريق يعد ضلعا من أضلاع مربع المنافسة على اللقب..
ثانيا : هزم كل العاملين في برامج قنوات أون تايم سبورت و أوقعهم في شر أعمالهم و فضحهم على الهواء مباشرة و وضع لؤمهم الحقيقي على المحك.
ثالثا : و هذا الأهم .. عندما يرتدي اللاعبون روح الفانلة الحمراء يتحول الفريق إلى نار تأكل الأخضر و اليابس..
من فضلكم يا كل الأهلاوية صفقوا للاعبي الأهلي الذين هزموا المنجمين و قارئي فناجين اللؤم و هواة الاصطياد في المياه العكرة مثلما أصفق أنا الآن ..!