بقلم : محمد العولقي
* بصريح العبارة و دون مقدمات أخشى على الهلال أمام الفيصلي من الهلال نفسه..
* إكراهات كثيرة تحاصر الهلال قبل مباراته الحاسمة أمام الفيصلي، لكن الهلال عودنا دائما أنه يحسن اللعب تحت الضغط و يتفوق على نفسه عندما تضعه الظروف المعاكسة على فوهة بركان..
* صحيح أن الهلال مستهدف من خصوم كثيرين يتمنون عدم تتويج الهلال باللقب، لكن لا بأس أن يحتاط الهلال من كل تلك الزوابع و يضع اللاعبون في حسبانهم أن اللقب يحتاج إلى وعي و تركيز و هدير أزرق صاخب و منظم، و بالطبع التوفيق عامل ينحاز دائما للفريق الذي يؤمن بقدراته و لا يتعالى على الخصم مهما كان حجمه و وزنه على خارطة الجلد المنفوخ.
* لست قلقا من حجم الضغوط الرهيبة التي تستهدف إفراغ لاعبي الهلال من تركيزهم، و لكنني قلق من طبيعة المنافس الفيصلي الذي سيخوض المباراة بشعار الحياة أو الموت الزؤام في الرياض، و دائما الغريق الذي لا يخشى البلل يكون خطيرا و شرسا و مقاتلا و عنيدا، ضف إلى ذلك أن الفيصلي يتوفر على خط دفاع قوي و وسط مقاتل و هجوم مشاكس.
* الضغط حتى و إن بدأ منظما لاستهلاك نفسيات لاعبي الهلال إلا أنه جزء من اللعبة عموما، و اللاعب الذي لا يتحمل تبعات الضغط و يحوله إلى طاقة دفع معنوية هائلة داخل الملعب عليه أن يجلس في البيت.
* الهلال طوال تاريخه الطويل المرصع بالذهب و الزمرد و الياقوت اعتاد اللعب في مثل هكذا أجواء مكهربة و مشحونة، و لا يمكن لغياب ثلاثة لاعبين أن يشكل عائقا نفسيا أمام فريق يلعب بالجود في الموجود و يلتهم موائد الكرام و اللئام بشهية مفتوحة.
* أخشى على الهلال من الأخطاء الفردية الممنوعة في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، لأن الأخطاء في مباراة مصيرية تساعد الخصم على المقارعة، وهي التي تجعله يؤمن بحظوظه و لو بدت معدومه، وهي التي تقويه و ترفع معنوياته إلى السماء.
* أحيانا و في ظل مباراة هي مباراة الموسم بلا شك يصعب التحكم بالجزئيات الصغيرة، و يصبح عدم الاكتراث بها لعبا بالنار، و المعنى أن المنظومة التكتيكية الجماعية و فهم طبيعة الأدوار و التحكم في الإيقاع و النسق عوامل تفرمل حجم الغيابات الهلالية المؤثرة و تصل بنسبة الأخطاء خصوصا في عمق الدفاع إلى الصفر.
* طبعا الكمال لله سبحانه و تعالى وحده، فلا يمكن للهلال مهما كانت ثقافة لاعبيه و وعيهم التكتيكي و مرونتهم الفنية و تركيزهم أن يقدموا مباراة متكاملة و كاملة الأوصاف خالية من الأخطاء، لكن بحكم نوعية و خصوصية لاعبي الهلال و ثقافة ناديهم يمكنهم الرهان على مباراة مثالية تنهي المهمة أمام الفيصلي دون تعقيد و دون تشويق هتشكوكي يرفع الضغط في المدرجات و خلف الشاشات.
* المنطق يقول الهلال، لكن متى كانت كرة القدم المجنونة و المتقلبة تؤمن بالمنطق؟