* كتب/محمد العولقي
* يمكنك أن تتعجب مما يحدث للمنتخب الفرنسي منذ فوزه ببطولة كأس العالم في روسيا قبل أربعة اعوام.
* خسارة منتخب فرنسا من الدنمارك في سان دوني دقت بالفعل جرس الإنذار و أجبرت النقاد و المحللين في فرنسا على ارتداء قفازات الخوف من المجهول الذي يتربص بالديوك في مونديال قطر بعد خمسة أشهر.
* الخلل الواضح الذي يراه الكل تكتيكي في المقام الأول و عواقب هذا الخلل الوخيمة يتحملها دون أدنى جدال مدرب المنتخب ديديه ديشامب.
* عندما فازت فرنسا ببطولة كأس العالم الأخيرة بصورة لم تكن متوقعة نسب النقاد و المحللون الفضل للتكتيك الدفاعي الذي انتهجه ديشامب من العمق تحديدا،لكن يبدو أن قناعات ديشامب تبدلت بين عشية وضحاها منذ عودة النجم الكبير كريم بنزيمة للمنتخب قبل نهائيات أمم أوروبا الأخيرة التي خرج منها الديوك و قفاهم يقمر عيشا.
* كان سقوط منتخب فرنسا أمام منتخب سويسرا في ثمن نهائي أمم أوروبا إعلانا واضحا بأن النهج التكتيكي الذي يبتدعه ديشامب فاشل و لا يحتوي أو يستوعب كل مهارات و قدرات لاعبي فرنسا.
* في مونديال روسيا كانت الأولوية بالنسبة لديشامب حماية العمق الدفاعي ابتداء من محور ارتكاز خط الوسط، كانت شاكلة 4/2/3/1 مناسبة تماما لفعالية الرواقين، فكانت فاعلية كليان مبابي بالذات في أوجها بحكم أن ظهره كان محميا من الوسط.
* فجأة تغيرت قناعات ديشامب،كان كمن دخل مرحلة شك يصعب معها تبني النهج القديم، والإشكالية التكتيكية هنا تتمحور في عودة كريم بنزيمة و مجاملة أنطوان جريزمان أحد أهم رجال ديشامب المخلصين.
* عاش ديشامب و لازال حيرة واضحة، فهو لم يبن تصوره الجديد على بنزيمة رغم مؤهلاته التكتيكية التي يحلم بها كل مدرب،لكنه وضع استراتيجيته كلها على أنطوان جريزمان..
* لأجل الحفاظ على جريزمان كنقطة التقاء الوسط بالهجوم صمم شاكلة 3/5/2 شاكلة أفرغت العمقالدفاعي من محتواه رغم وفرة لاعبي الوسط، و خلقت تنافرا واضحا في العمق بسبب ازدواجية المهام و صعوبة سقوط بنزيمة للخلف لفتح المساحات أمام مبابي و كومان و ثيو هيرناديز، و السبب في هذا الاختناق التمويني بالطبع تموضع أنطوان جريزمان.
* لا يمكنك أن تلعب بتكتيك المدافع الليبرو إلا إذا كنت تمتلك لاعبا يجسد مفهوم الوعي التكتيكي مثلما كان يفعل اليقصر الألماني فرانس بيكنباور، المصيبة هنا أن ديشامب يجيش مدافع متأخر و لاعبين مساكين دون وعي و دون غطاء من محور الارتكاز.
* الذي يثير غليانا في فرنسا:
هل ما يحدث لمنتخب فرنسا من فوضى تكتيكية سببها النهج أم نوعية اللاعبين؟
الإجابة تحتمل العاملين معا:
شاكلة ديشامب الجديدة أفرغت العمق من محتواه و قصت جناحي الرواقين تماما، فلم يعد أمام الاعبي الوسط سوى إيجاد الحلول من العمق، و هذا الأسلوب قتل عقلية بنزيمة الذي لا يجسد نمطية رأس الحربة التقليدي كما كان يفعل الصنم أولفيه جيرو و خنقت المساحات أمام كليان مبابي و كومان تماما.
هذا من جانب، و من الجانب الآخر مؤهلات لاعبي فرنسا أكبر بكثير من أسلوب عقيم لا يخدم مهاراتهم و عقلياتهم، بدليل أن نتائج الديوك تتراجع و الأخطاء تستنسخ نفسها دون أن يحرك ديشامب ساكنا.
* قصر الكلام:
منتخب فرنسا مع ديديه ديشامب ديك لا يصيح، و على بعد مسافة قصيرة على انطلاقة نهائيات كأس العالم بقطر يجد المنتخب الفرنسي نفسه بين مطرقة شاكلة غريبة تغتال الإيقاع السريع، و سندان مدرب مفلس لا يريد أن يفهم أنه بهذا النهج المضطرب يقود منتخب فرنسا إلى حتفه الأخير.