حل علينا شهر مبارك، نستقبل فيه موسمًا عظيمًا، شرفه الله وكرمه، حينما زاد في تعظيمه بنزول القرآن العظيم، وفرض صيامه على المسلمين، وسنّ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قيامَه، فهو شهر الرحمة والتسامح والخير والتآلف والتقوى، وشهر القرآن، والصدقات، وفيه تستجاب الدعوات.
في كل الايام والشهور عامة وفي هذا الشهر خاصة علينا ان نتحلى بالتسامح ، التسامح ايها الاحبة صفة من مكارم الاخلاق ، التسامح من السجايا الحميدة ونور ينير القلب وراحة للنفس، فعندما تعفو وتصفح تسعد النفس وترسم ابتسامة وملامح النبل والاخلاق الرفيعة على محيا كل من تحلى بصفة من صفات الخالق العظيم الذي هو اهل التقوى واهل المغفرة.
وشهر الخير شهر رمضان فرصة ذهبية، ودعوة خالصة إلى كل المتخاصمين لكي ينتزعوا من قلوبهم الشحناء والبغضاء والغل وأن يزرعوا بدلًا منها المودة والمحبة والرحمة والتسامح والعفو ( الا تحبون ان يغفر الله لكم ؟)
ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على التسامح والعفو والصفح
أرسل الله لنا خير الخلق قدوة كل مسلم الرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم الذي لم يدع على مسلم ولم يكون سبب في أي ضرر أو أذى لإنسان أو حيوان أو حتى شجر أو حجر ، بل كان عليه وعلى آله الصلاة والسلام متسامحا يغفر ويعف ويسامح كل من أساء إليه .. حتى من ظلموه أو اعتدوا عليه وحاربوه وأخرجوه من بيته ومن موطنه بل حتى حاولوا قتله وأصابوه وقتلوا عمه وأصحابه وجيشوا ضده كل الناس ،، كل هذا فعلوه ومع ذلك سامحهم وعفا عنهم، هو صلى الله عليه وسلم قدوتنا، وعلمنا على إزالة الغل من القلوب وتقوية أواصر المودة والتحذير مما يُضادُّ ذلك من هجر وتقاطع ، وقد عظّم ذنب الهجر والمقاطعة حينما قال صلى الله عليه وسلم؛ لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيُعرض هذا، ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام….
خيرهما الذي يبدأ بالسلام أي أن تسامح وتعفو لتكون خير من غيرك عند الله …
وتذكروا أيها الأحبة ان هناك اجر عظيم ليس له حدود ولم يعلمه لا نبي ولا ملائكة ولا غيرهم ، أجر عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل ليس له مدى ذلك الأجر هو لمن عفا عمن ظلمه او اخطأ بحقه او اساء له .. قال تعالى: { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } .
و أحب الدّعاء في ليلة القدر كما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ إنَّك عفوّ تحبّ العفوَ فاعف عني … الله عز وجل يحب العفو افلا نحب ما يحبه الله ؟ الا نعمل بما يحبه الله ؟.
نقرأ بعض المنشورات قبل ومع بداية رمضان منها ما يهزأ بالتسامح والعفو ومنها ما ينادي بعدم السماح، وهنا اذكر هؤلاء او من يقرا لهم ومن يؤيد أقوالهم أقول لهم أخي وأختي ألا تحب أن يغفر الله لك ؟ أليس عليك ذنوب وتتمنى أن يغفرها الله لك؟ إذاً اغفروا ليُغفر لكم.
أحد تلك المنشورات أن إحدى النساء تنتظر رمضان في كل سنه لتدعو على أخرى استهزأت بها ولها سنوات تدعو عليها والغريب أن هذه الرسالة متداولة وهناك من يؤيد فعلها ، وهذا والله مخالف لتعاليم ديننا ومخالف لهدي نبينا صلى الله عليه وسلم وبعيد عن الاخلاق الحميدة ومكارمها.
هذه المرأة أضاعت صدقاتها وطاعاتها لأنها تعتبر معتدية في دعائها ، ويكفيها ضررا أن الله لا يحب المعتدين،
لا شك أن هناك ثقافة لدى الناس استقوها قديما حينما كان الدعاء على المسلمين في كل وقت في مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، واصبح هذا التعدي بالدعاء عادة لدى الناس، وهم لا يعلمون أن دعائهم على الناس ذنب عظيم وأن ذلك دين عليهم تذهب أعمالهم وخاصة دعائهم لأنفسهم تذهب لسداد ديونهم.
ندعو وننصح أنفسنا وننصحكم أيها الأحبة بنشر التسامح والعفو والصفح لأن ذلك يكون سبب في محبة الله وفي الأجر العظيم منه سبحانه.
التسامح والصفح سبب المحبة بين الناس وسبب في تآلف القلوب ومن أرد الجنة عليه نشر المحبة والسلام بجعل قلبه خاليا من الغل والحسد على الناس قريب وبعيد وذلك بالتسامح والعفو عن المسيئين،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم.
لننظر حولنا في احوالنا هل نحن كذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم( متحابين ؟، وكيف لمن لا يسامح يكون محبا وكيف لمن يدعو على الناس ويشتم ويسب ويلعن يكون محبا ؟،،،
هنا يقسم النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك علينا أن نأخذ ذلك على محمل الجد فنسامح ونفشي السلام لتحيا القلوب وتزهر بالمحبة والتسامح والعفو ، وترتاح القلوب وتهدأ الانفس بعدم التعدي أو ظلم أو الإساءة لاحد.
علينا أن لا نترك فرصة هذا الشهر الكريم وان نسامح ونتسامح ممن سببنا لهم أي ضرر إو إساءة، ومن جاءك طالبا العفو فاعف عنه ومن لم يأت اليك فسامحه بينك وبين الخالق العظيم وهو من سيكافئك ويعطيك أحرا عظيما،
لننشر ثقافة التسامح لتكون الحياة اجمل وتكون الآخرة بإذن الله جنات النعيم .
أسال الله لي ولكم قلوبا آمنة مطمئنة محبة سليمة،
وأسال الله لي ولكم القبول في هذا الشهر الكريم والمغفرة والرحمة ووالدينا .
وكل عام وانتم بخير