تفرد العرب بهذه المكرمة وافتخروا بها على الأمم ولم تكن خصلة عندهم تفوق خصلة الكرم وقد بعثتها فيهم حياة الصحراء القاسية وما فيها من إجداب وإمحال ، حيث كان العرب يعيشون في بادية شحيحة بالزاد وحياتهم ترحال وتجوال وكل واحد منهم معرض لأن ينفذ زاده ، فهو يقري ضيفه اليوم لأنه سيضطر إلى أن يضيف عند غيره في يوم ، فليس في البادية ملجأ يلجأ الفرد إليه غير الخيام المضروبة هنا وهناك ملاجئ تعتبر قوارب النجاة .
لقد كان الكَرَم مِن أبرز الصِّفات وبل كانوا يتباهون بالكَرَم والجُود والسَّخاء ورفعوا مِن مكانة الكَرَم وكانوا يصفون بالكَرَم عظماء القوم واشتهر بعض العرب بهذه الصِّفة الحميدة حتى صار مضرباً للمثل وكان حاتم الطَّائي مِن أشهر مَن عُرِف عند العرب بالجُود والكَرَم حتى صار مضرب المثل في ذلك ومِن الكُرَماء المشهورين قال عز وجل : "فأبوا أن يضيفوهما"
فلا تحزن إن جهلوا قيمتك فهذه قرية كاملة لم يفتح أحدهم بابه ليطعم نبي الله موسى عليه السلام
نصيحة انظر لقيمتك عند الله ودع البشر .