اتفاق مبدئي على استئناف العلاقات الدبلوماسبة بين المملكة العربية السعودية و إيران
الاتفاق جاء بعد جهود عربية وضغوط روسية و ضمانات صينية للمملكة العربية السعودية بتنفيذ بنود الاتفاق المعلن بين الرياض وطهران والتي تقضي بوقف التدخلات الإيرانية في الدول العربية ووقف دعم الإرهاب وتمويل المليشيات التابعة لإيران
لم يكن هذا الاتفاق ليرى النور لولا وجود ضمانات دولية في ظل غرق روسيا في أوكرانيا وهي أقوى حلفاء إيران
وعدم استقرار النظام الإيراني منذ أشهر وتوسع رقعة الاحتجاجات الشعبية على نظام الملالي والحصار الاقتصادي الذي أنهكها وانعكس سلبا على حياة الشعب الإيراني الذي يبحث عن حياة افضل
عندما حصلت إيران على تفويض أمريكي وغربي في العام 2015 بعد الاتفاق النووي للاستيلاء على سوريا والعبث باليمن ولبنان والعراق كانت في موقف قوي بدعم روسي وضوء أخضر غربي
اليوم يعبث الشعب الإيراني بمؤخرة النظام الإيراني الذي تلقى ضربة عسكرية موجعة قبل اسابيع أدت إلى اضطراب النظام الإيراني الذي شعر بتهديد حقيقي لنظامه ولزم الصمت حتى اليوم حيال الضربة العسكرية!
بنود الاتفاق مرهونة بضمانات دولية ومدة زمنية (60)يوم
ومالم تغير إيران من سلوكها في المنطقة حكما لدى المملكة أوراق بديلة وسيكون هناك خيار بديل يعلمه النظام الإيراني الذي أدرك تغير السياسة الدولية وأدرك قبل الآخرين أن المملكة العربية السعودية باتت اليوم من القوى العظمى ويحسب لها ألف حساب في ميادين الطاقة والاقتصاد والسياسة والتأثير في الأزمات الدولية
كما أدركت إيران انكفاء روسيا التي هزمت معنويا وتلفت هزائم عسكرية كبيرة في أوكرانيا شلت قدرات روسيا في كثير من الملفات وباتت اليوم تبحث عمن يخرجها من ورطتها في أوكرانيا
ولا يستبعد ان يكون للمملكة العربية السعودية الدور الأبرز في حل أخطر أزمة دولية يعيشها العالم منذ الحرب العالمية الثانية
مؤسف حال بعض العرب يعيش في زمن المفعول به ولا يصدق ان دولة بحجم المملكة العربية السعودية باتت الفاعل في الشأن الدولي ويستغرب بعضهم هذا الدور الكبير لعلة تسيطر عليه منذ الحرب العالمية الثانية ونتقاسم النفوذ العالم بين القطبين
الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي
كما لا يجدر بكم ان تنسوا ان المملكة العربية السعودية طلبت من الدول الغربية وامريكا ان تكون طرفا في الاتفاق النووي مع إيران فرفض الغرب اي دور للعرب في ذلك الاتفاق المشؤوم
رغم ان المعني بهذا الاتفاق قبل غيرها هي الدول العربية
لكن الغرب لم يرد يوما ان يكون للعرب اي دور حتى في مايخص منطقتهم
غير ان بروز الدور الريادي والقيادي للمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة في عدة ملفات عربية عالمية ارغم الجميع على الانحناء أمام هذه العظمة السعودية التي كان أحد أبرز صانعيها الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان اللذان نهضا بالمملكة وبالعرب نهضة تاريخية في سنوات قليلة
من يريد أن يبقى في قاع اللطم والنواح والمظلومية فليبقى مكانه اما العالم فهو يتغير و للعرب شأن كبير فيه تقوده المملكة العربية السعودية
وهي التي تحدد بوصلة الدول الفاعلة
ولا غرابة من البعض في تمسكهم بماضِ بائس شعاراته (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)
(الصمود والتصدي) (سلام الشجعان)
هذه الشعارات التي استنزفت العرب و أرهقتهم في حروب عبثية لا طائل ولاجدوى منها يبقى المؤمنين بها رهينة واسرى لها لأنهم عاشوا زمن الشعارات والحكواتية
ولم يخرجوا إلى زمن المصالح والتقاطعات في السياسة الدولية القائمة على احترام الأقوياء
ومن لم يؤمن بقوته لن يؤمن به الآخرون
واليوم يملك العرب بقيادة المملكة العربية السعودية عوامل القوة الرئيسية كالقوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية والبشرية والجغرافية والطاقة
التي تسخرها من أجل مصالح العرب جميعا وتذود عنهم في مشارق الأرض ومغاربها.
قحطان عبد الجبار الشرقي
إعلامي وكاتب سوري معارض