مر الاعلام منذ بدايته بتطورات ومراحل عديدة ابتدت بالسمعية والمنقوشة ثم المخطوطة والمطبوعة وتبع ذلك تغير جذري بتوظيف الراديو في الاعلام والنقل، مما جعلها نقلة نوعية في المجال فأصبحت الأخبار تسجل صوتية وتبث إذاعيًا، وتلى ذلك الحدث الأعظم وهو إضافة عنصر الرؤية فتشكلت مميزات مغايرة عما سبقها من وسائط وأدوات، واليوم نعيش أحدث وأقوى التطورات للإعلام باندماجه بالوسيط الرقمي وتقنياته، ولكن ماذا بعد ذلك؟ والى اين يسير الاعلام ؟ .
الحديث في هذا النطاق يضيق لحد كبير ويعود سبب هذا لعدم دقة الدراسة والتحليلات فكثير منها تشير الى عدم التيقن من النتائج والتوقعات المستقبلية للمجال ولكن مع ذلك يؤخذ بها لانها أصدق الموجود، فبعض تلك التوقعات تقول بأن وسائل الاعلام ستندمج مع الذكاء الاصطناعي وتصبح العملية الاتصالية روبوتية بنسبة كبيرة ولكن لا يسقط دور الإعلامي فيها.
ستصبح وظيفة الإعلامي أقرب لوظيفة المبرمج ، ينظم ويصون ويحدث نظام التشغيل ويترك على عاتق الروبوت مهم التحرير والصياغة والنشر ،و لكن ذلك يتطلب مهارات عالية من الممارسين الإعلاميين في الصناعة والذكاء الاصطناعي كما يحدث اليوم في الاعلام الرقمي فألزم الممارسين بمواكبة التطور التقني واكتساب مهارات العصر الرقمي .
وختام هذا ، يتوقف تطور الاعلام على الإعلاميين ذاتهم، فعدم اكتساب المهارات يشكل فجوة كبيرة بين الاعلام والإعلاميين مما يسبب ضعف في عملية الإنتاج الإعلامي وصناعة المحتوى بل يضعف من أهمية ودور الاعلام في المجتمع ، ولذلك أوصي نفسي ومن هم على مشارف الدخول في الميدان الإعلامي التركيز على اكتساب المهارات اللازمة لمواكبة التطورات التقنية والحديثة في المجال.