يقول الله تعالى في سورة البقرة : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ  الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾
حينما تعصف بك الحياة تدارك نفسك وامسك زمام الأمور، تدور العواصف بلا توقف والقوي هو ذاك الثابت الواثق، كن كالغصن المخضر في الصحراء لا شيء يسقطه.
لا شيء يستحق أن تستنزف طاقتك لأجله، حلّق في زوايا الأمل والله معك يسمعك وسينتشلك من كسور الأقدار أرفعها وأجلّها، النعم حولك كثيرة وإن كانت في عينك تافهة فكل الابتلاءات صعبة ولكنها مع الأيام تقل صعوبتها وتصبح متحملة والصبر عليها نعمة، لم يخلق الله النسيان لنا عبثًا وسلال النعم موزعة بيد الجليل، فقط انتظر وسترى الأرزاق تأتي بعد الصبر دائمًا.
ستحيا في الدنيا سعيدًا لأنك أحسنت الظن بالله فكان الله معك، اختر طريق السعداء تسعد وستمطر فرحًا فما بعد العسر إلا يسر، حتى أولئك الثكلى لا تقل لي وجودك في هذه الدنيا بعد غياب الأحباب موت ووجع، فقد سخّرك الله لعزيز رحل حتى تدعو له وسيجمعك الله به في دار القرار، كن واثقًا صابرًا والله مدبّر أمرك وجامع شملك بمن تحب، كان الله في عون كل صاحب شوق طويل، كن قريبًا من الله والله أقرب إليك كما أقسم بذلك، اجعل كتاب الله خير رفيق ولا تنس ذلك العزيز بفاتحة الكتاب هدية له، فالصبر سمة المؤمنين أيها القارئ والقارئة.
امسح دموعك واخلق عالمك وابتسم فما بعد الليل فجرٌ يرتسم، كن كما تريد، تعايش مع كل ألم، اهزمه ولا تستسلم، حارب وستنتصر فكل أوجاع الدنيا بسيطة لأنها بيد الله ونحن جميعًا في رحاب رحمته وهو أرحم الراحمين.
سلامًا لكل الصابرين، أنتم أقوياء وملهمون، أنتم المثل العظيم، الله يحبكم وكل مؤمن مبتلى والله عز وجل يقول ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
سعادة تغمركم أيها الصابرون يا نبراس الأمل والقوة.