بقلم : عادل عمران
في حياتنا اليومية دائما ما نتفاعل بمشاعرنا مع الموجودات من حولنا، نتأثر بهذا ونستجيب لهذا ونعرض عن هذا ونفرح ونحزن لهذا.
وعند تفاعل مشاعرنا مع هذه الأشياء تختلف قوة استجابتنا لها من شخص لآخر وتتحرك فينا الشهوة بين الرغبة والإعراض.
فنجد -مثلا- مَن يشعر بالجوع الشديد عندما تغمره السعادة وآخر على النقيض منه يشتهي الطعام بشراهة عند الشعور بالحزن ويفقد شهيته عند الفرح، وقِس على ذلك أشياء كثيرة. وهكذا نظلّ نتأرجح ونختلف من شخص لآخر في استجابة شهواتنا ومدى تفاعلها مع مشاعرنا.
لكنّني أرى أنّ هناك شيئًا واحدًا يمكن له أن يجمع بني البشر على الشعور بشهوة متناقضة تجاهه في آن واحد، فنجد أحدهم يشعر بالجوع وفي نفس اللحظة ينتابه شعور بالغثيان والأنفة. والشيء الوحيد هذا هو "الحرب"، بالرغم من تأرجح شهوات البشر بين الرغبة والإعراض، لكن تظلّ الحرب تجمع بين النقيضين في تصارع ملحمي بين الروح والجسد.
وعلاقة الحرب بمشاعر الإنسان وشهوته علاقة عكسية وطردية؛ فنجد -هذه العلاقة- تتفاعل مع الروح بشكل عكسي فكلّما زادت في العنف والطغيان يزيد في الأرواح الحبّ والتسامح، أما علاقتها بالجسد تكون طردية فنجد أن شهوات الجسد تزيد في أزمنة الحروب، فينشئ عن ذلك حرب أخرى بين الجسد والروح، فكلّما زادت الحرب من حدّتها وعنفها زاد صراعها في أنفسنا ولعلّ هذا الصراع ينشأ نتيجة الرغبة بالتشبث في الحياة وبين الإعراض والأنفة عن بشاعتها.