بقلم/ عبدالله الحرازي
قبل شهرواحد من اليوم كنا نعد الساعات، واللحظات لأنطلاق كاس العالم في نسختها الثانية والعشرين، وفي العام الثاني والعشرين بعد الألفين (قطر2022) والتي لم تشهد بطولة من قبلها جدلا وحملات تشكيك وتظليلا واكاذيب مثلما شهدت هذه النسخة طيلة 12 عاما بدأت بحملات النزاهة والتشكيك في الذمم لكل من قال نعم لقطر في العام 2010، وحينما أدركوا أن لاجدوى من كل ما فعلوه، اختلقوا قضية العمالة المكلفة بالتشييد والبناء والوضع الإنساني والاجتماعي والصحي متناسين ومتجاهلين ماذا يحدث لمواطنيهم في شوارع المدن ومحطات النقل المختلفة وتحت الجسور، ومالذي كان يحدث في البرازيل في النسخة 20، وكانت قطر مع كل هذا تواصل عملها الدؤوب لاستضافة البطولة مقدمة الوعد والعهد بتنظيم نسخة مثالية في تاريخ المسابقة العالمية لم يسبقها اليها أحد، ولن يستطيع أن يأتي بمثلها أو أحسن منها أحد، فقد أبهرت كل من تابعها، وأدهشت كل من حضرها، فكانوا هم الأصوات التي ردت على أبواق المشككين في بلدانهم، وكانو أول من تصدى لهجمة المثليين التي أرادت بها سبع من دول الغرب التي تدعي حمايتها للقيم وحقوق الانسان أن تفسد البطولة والأخلاق معها،وهم في الواقع أبعد شعوب الأرض عن التمسك بها، والعمل بمبادئها وقيمها السوية، فكانت قطر لهم بالمرصاد، وتشاء إرادة الله سبحانه أن يرد كيد هذه الدول الى نحورها وتخرج منتخباتها من البطولة خالية الوفاض وبمستويات هزيلة ركيكة لاتتناسب مطلقا مع تاريخها الكروي في المجمل العام، وظهرت لنا فرقا لوت اليها الاعناق وفي مقدمتها منتخب اسود الاطلس الذين بلغوا نصف نهائي البطولة، وكان بإمكانهم الوصول للنهائي لولا أن المدرب وليد الرقراقي غير من أسلوب اللعب في مباراة فرنسا، وتعرض الفريق للاجهاد والاضواء التي لم يعتد عليها ومازالت لديه فرصة لان يكتب غدا السبت اسمه في لوحة الشرف كثالث للبطولة كأول فريق مغربي، عربي، افريقي اذا تخلص الفريق من اثار مباراة فرنسا.
وماهي إلا ساعات فقط ونودع كأس العالم العربية بكرم المنظمين، المثالية بجمال المنظمين القطريين الذين رفعوا إسم بلدهم عاليا فكان على السنة كل سكان الأرض وأمام اعينهم طيلة 30 يوما، فلاحديث للاعلام سوى قطر وكأس العالم، التي ستبقى خالدة في أذهان الشعوب عقودا من الزمان كونها البطولة الوحيدة الأرقى في تنظيمها، الأجمل في ملاعبها، الأروع في فعالياتها، الأقصر في مسافاتها حيث أتيحت لكل المتواجدين في قطر حضور كل مبارياتها.
وبين البداية والنهاية أثبتت قطر بأنها مؤهلة لأن تكون عاصمة للرياضة العالمية ومن حقها أن نتظفر بتنظيم الألعاب الأولمبية بعد المقبلة، ومن حق القطريين أن ترفع لهم القبعات إحتراما وتقديرا بما قدموه، وصنعوه.