كتب : العميد الركن / عبدالله الغضيب
سلسلة مقالات عن النظام الإيراني
تكلمنا في المقال السابق عن نبذة مختصرة عن نشاة ( الخميني ) .. وسنتطرق اليوم الى ( الخطوات الأولى للخميني في السياسة ) ..
بعد أن مرت ( إيران ) بمرحلة مضطربة ومتأزمة وصعبة بعد أن رفض ( السوفيتيين) إخلاء قواعدهم في ( إيران ) كما وعدوا ..
أوجد ( السوفييت ) نظاماً شيوعيين انفصاليين أحدهما في ( أذربيجان ) والآخر في أطراف من ( كردستان ) ..
استطاعت ( إيران ) أن تحافظ على سيادة أراضيها بفضل ( قوام السلطنة ) لرئيس الوزراء في حينها والذي كان يتمتع بحماية كاملة من الرأي العام والشاة ..
كان آية الله سيد أبو القاسم ( الكاشاني ) هو رجل الدين المعروف والذي ساند حركة تأميم ( النفط ) .. وهذا ماجعله يتبوأ على أنه القائد الديني للحركة الوطنية .. بيننا كان ينوي أن يسيطر على الحركة وأن يسيرها لتحقيق مآربه ومنافعه الشخصية ..
منذ أواخر العقد الرابع الميلادي كان ( الخميني ) يُعد من الزمرة المقربة من ( الكاشاني ) وكان يشارك في نشاطاته السياسية والأساسية..!
في يوليو ( ١٩٥٢ ) حدث خلاف علني بين ( الشاه ) ومجلس الشورى من جهة والحكومة برئاسة ( مصدّق ) من جهة أخرى وأمتد الأمر ليصل الى مشاجرات ومظاهرات دامية في ( طهران ) وبعض المدن الأخرى ..
تُعد هذه الأحداث نقطة تحول في حياة ( الخميني ) السياسية الذي كان يتردد بانتظام بين ( قم ) و ( طهران ) حتى سقوط حكومة ( مصدًق ) وأصبح المشهد يتحدث عن الشؤون السياسية والحكومية ودور الإسلام التي حاول أن يظهرها ( الخميني ) في كتاباته ودروسه لكنها لم تكن مؤثرة وكان على الهامش توافق ذلك مع وصول الجنرال ( زاهدي ) الى سلطة الحكومة الذي كان لا يتحمل تدخل رجال الدين في سياسة الدولة ..!
كتب ( الخميني ) الكثير من الرسائل الى ( الشاه ) وأصدر العديد من الفتاوي في ظل اضطرابات الدولة مما استرعى انتباه بعض أجهزة المخابرات والتجسس الأجنبية فقد رأوا فيه شخصية يمكن استغلالها سياسياً ..
أحدث ( الخميني ) ضجة كبرى في ( قم ) التي انعكست بدورها على باقي مدن ( إيران ) وبدأ آلاف من البشر بالتوافد على ( قم ) تأييداً لفتاوي ودروس ( الخميني ) ..
في الثالث من مايو ( ١٩٦٣ ) استغل ( الخميني ) الوقت والظروف ليضرب على الطرف الأكثر حساسية من أجل كسب المؤيدين له فألقى خطاباً شديد اللهجة هاجم فيه علناً ( اليهود ) ودولة ( إسرائيل ) وأنها أصبحت تتدخل في مفاصل الدولة وقراراتها ..!
في الخامس عشر من يونيو ( ١٩٦٣ ) تم اعتقال ( الخميني) وتم نقله من ( قم ) الى ( طهران ) وتم إيداعه في السجن في مكان كان مهيأ تماماً ومجهز تجهيزاً كاملاً ..!
وسط تدخل شخصيات سياسية ورموز دينية أذعن الملك ( الشاه ) وتم تقليد ( الخميني ) لقب ( المجتهد والمرجعية ) وبهذا حصل على لقب ( آية الله ) وهو لقب ذو أهمية كبيرة آنذاك ..
في المقال القادم سنتطرق بحول الله الى مرحلة النفي الى النجف ) …
العميد الركن متقاعد / عبدالله الغضيب
@abdulla12149003