كتب / هانم حوري
الشخصية المركزية كأثر من آثار متلازمة المحتال.
في البدء معا نتلمس ملامح هذه الشخصية وهي الشخصية المركزية ، وهي نسبة إلى مفهوم المركز.
وهو الشخص الذي يجعل من نفسه مركزا أصيلا لكل شيء في حياته وحياة من يشاركونه سواء الشخصية أو المهنية أو الاجتماعية.
والشخصية المركزية تبدو للوهلة الأولى شخصية منضبطة ومنظمة وقادرة على اتخاذ القرار وقادرة على السيطرة والتحكم في حياتها بشكل عام ، ولكن عندما تتوغل أكثر في نتوءات ملامحها النفسية وممارساتها السلوكية تكتشف أنك أمام شخصية ُمع ّطلة و ُمع ّطلة في آن واحد.
فإن الحياة قدرها أن تقوم على التناغم والتكاتف والتعاضد والمرونة والانسيابية التعاونية بين المجتمعات والأفراد .
ولكن الشخص المركزي في الحقيقية ضد كل هذه المعايير والاعتبارات الأصيلة في سير الحياة وتقدمها، فهو لا يقبل المشاركة وعدو التعاون ولا يقبل إلا أن يقوم بكل شيء بنفسه ويرفض تماما أي مبادرة أو تصرف فردي من الآخرين بدون الرجوع إليه أولا وأن يكون القرار قراره واي
تصرف بأمره هو أولا وأخيرا.
وقد يتصور البعض أن هذا نوعا من الاستبداد والديكتاتورية في طبيعة الشخص المركزي بينما الحقيقة ليست كذلك فالشخص المركزي لا ينطلق من عدم الاعتراف بالآخرين كما في المستبد أو الديكتاتور، ولكنه ينطلق من انعدام ثقته في الآخرين وخوفه الأصيل من افتضاح وهم متلازمة
المحتال لديه.
لأن حيوية المحيطين به ومبادراتهم واتخاذهم القرارات بدون الرجوع إليه قد يضعه أمام واقع لا يناسب إمكانياته وخوفا من هذا الواقع الافتراضي في خياله الذي قد يلزمه بجدارات هو يفتقر إليها كما يتوهم فهو لا يسمح من البداية بأي فرصة أن يساهم الآخرين في بناء واقع يخشاه ويخاف منه، فيفرض على الآخرين الالتزام بأوامره فقط وتوجيهاته وحدها .
رئيس الهيئة الأمريكية لتحسين جودة التدريب AAITQ خبيرة متلازمة المحتال في تطوير القدرات المهنية المستشارة / هانم حوري