قسم أخبار اليمن والجنوب 

اندلعت مواجهات عنيفة في مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب اليمنية يوم الثلاثاء، بين العمالقة الجنوبية ومليشيا الحوثي الإرهابية عقب هجوم شنته الأخيرة على المديرية التي انتزعتها قوات العمالقة الجنوبية بداية العام المنصرم من تحت سيطرة المليشيات بحملة عسكرية أطلقت عليها “إعصار الجنوب” وإلى جانب حريب مديرات شبوة الثلاث.
وصدت قوات العمالقة الجنوبية يوم الثلاثاء هجوم شنته مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بالطيران المسير والأسلحة المتوسطة، ما أجبرته على التراجع، الى معاقله السابقة.

وتسبب الهجوم الحوثي بالقصف العشوائي على مديرية حريب بنزوح عدد من الأسر الى خارج المديرية، في هجوم وصف بالأعنف منذ انتهاء الهدنة، ووقف شبه كلي لإطلاق النار.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن المعارك كبدت مليشيا الحوثي حصيلة باهظة من القتلى والجرحى بعد زجها أرتال من مقاتليها في مسعى لاجتياح مديرية حريب، فيما قتل 10 جنود من قوات العمالقة الجنوبية ومحور سبأ ودفاع شبوة.

وجاء التصعيد الحوثي الكبير بالتزامن مع اتفاق صفقة الأسرى بالإفراج عن 887 أسيرًا من قوات الحكومة والتحالف ومليشيا الحوثي، وتطلع الأمم المتحدة للبناء عليه من أجل أحياء مسار السلام وذلك بالدفع نحو وقف دائم لإطلاق النار تمهيدا لإطلاق عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب في اليمن.

وكذا بالتزامن مع الاتفاق الذي رعته بكين بين المملكة العربية السعودية وإيران مطلع الشهر المنصرم، قضى باستئناف العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء بين البلدين، الاتفاق الذي اعتبره الكثير بأنه بارقة أمل في حل الأزمة اليمنية.

ما أهداف مليشيا الهجوم الحوثي من الهجوم العسكري على حريب؟
وأوضح المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد وضاح العوبلي، أهداف المليشيات الحوثية من الهجوم العسكري على مديرية حريب في محافظة مأرب اليمنية، على وقع التفاهمات الجارية بين السعودية وإيران برعاية بكين.
وسرد الخبير العسكري رأيه حول الهجوم الحوثي من زاوية سياسية وعسكرية، قال فيه، ان الهجوم الحوثي انتهاز للتوقيت الذي يأتي عقب الاتفاق المُبرم للإفراج عن الأسرى، وكذلك في الوقت الذي لم يخرج فيه اتفاق بكين بين (السعودية-إيران) للتطبيق الفعلي.

وأضاف العوبلي ان الهجوم العسكري الحوثي على مديرية حريب استغلال لإلتزام التحالف والاطراف الوطنية بوقف إطلاق النار، واستطلاع حــوثي لمدى انسجام وتفاهم وترابط المجلس الرئاسي ومستوى التناغم بين قواه، وطبيعة الرد الذي سيقرره المجلس الرئاسي، وجس نبض ردود فعل أطراف المقاومة، وبالتالي جس نبض المواقف الاقليمية والدولية من هكذا تحرك.

وبحسب العوبلي، فإن الهجوم يأتي للضغط بتسريع إنجاز بعض الخطوات التفاوضية وإعلان موقف من بعض النقاط، وترجمة مواقفه منها بتحركاته في الميدان.
وعسكريًا، قال العقيد وضاح العوبلي أن اهداف مليشيا الحوثي تكتيكية لاستكشاف مدى ومستوى جاهزية الجبهات، وكذا أستراتيجية.
وتابع قائلا: حدد الحوثي اولوياته في المرحلة الراهنة، بأنه لابد من انتهاز اي فرصة لتوجيه قواته بشن هجوم مباغت وسريع بإتجاه صافر النفطية(نفط-غاز-كهرباء)، ويرى الحوثي ان هذا وارد في اي وقت في ظل التزام الاطراف الاخرى بالهدنة.

تنفيذ هذا الهدف الحوثي مرتبط ارتباطاً مباشراً بإزالة الخطر الذي تمثله حريب على ظهر واجناب قواته المزمع تقدمها من المحور الجنوبي لمارب بإتجاه صافر، ولهذا فهو يحاول الان ازاحة وتحييد هذا الخطر لتصبح قواته جاهزة لتنفيذ الهدف الرئيسي (صافر) في اي وقت.

وخلّص العقيد العوبلي تحليله، باعتبار الحـوثي “طفل” يستغل أي إشادة به لممارسة الفوضى والعبث، ويعتقد ان مشاركته في اي خطوة ايجابية تمنحه حق ممارسة الصلف والمشاكسة.

واختتم قائلا: يعتقد الان توقيعه على اتفاق الافراج عن الاسرى امر مهم للابتزاز، وبما ان الأسرى المزمع الإفراج عنهم هم قيادات واقارب قيادات الطرف الأخر فأنه-الحوثي- سيقوم بتنفيذ بعض التقدمات هنا وهناك، دون اي رد من المقاومة التي يعتقد الحوثي بأنها ستلتزم الصمت حتى لا تمنحه ما يبرر به عرقلة تنفيذ الإفراج خلال الوقت المحدد.