قيل: ليس العيب فى الخلاف، وإنما العيب فى التعصب للرأي والحجر على عقول الآخرين وآرائهم
في الواقع التعصب هو أساس دمار المجتمعات ويخل فى الترابط لأي مجتمع ويمنع التكامل بين أفراده، فى هذا الصدد لا بد أن أشيد فى الدور الكبير والمحوري الذي يقوم فيه مركز اعتدال من خلال بث رسائل التوعية، وهنا استشهد برساله منه وصف فيها التفريق بين التشدد الديني أو العرقي……. إلخ، والتطرف هو مثل التفريق بين البذرة و الشجرة فإن كان لا يصح فى الثانية فهو أيضا لا يصح من باب أولى بالحالة الأولى، فى وصف دقيق وبناء وتشخيصي للحالة.
على الطرف الآخر لا بد أن أذكر أن تدني مفهوم الذات -وبعبارة أخرى شعور الإنسان فى النقص- من أبرز الأمور التي تجعل الفرد متحيزا لرأيه، ورافضا لآراء الآخرين فلايقبل إلا رأيه ومعتقداته، وذلك نتيجة لإيمانه بأن ما يفعله هو الطريق الوحيد إلى صفة الكمال بالنسبة له.
لمعالجة هذه الظاهرة هناك عدة سُبُل من أبرزها دور الأسرة والوعي من خلال عدم تزكية نزعة التفرقة والمقارنة السلبية والإسقاطات والمناكفات سواء كان رياضي أو مجتمعي فى تكوينة الفرد وشخصيته، الأمر الذي يؤدي إلى نشوء التعصب وعدم قبول الآخرين، وأيضا لا بد أن أشير إلى نقطة محورية وهي “فقدان الهدف يؤدي إلى غياب الهدف” وعدم وجودة لدى الفرد، ويؤدي إلى توسع مساحة الفراغ وعدم استشعار المسؤولية تجاه نفسه وتجاه الآخرين ممن هم حوله فيجعل الفرد ميالا إلى التعصب.
فى الختام أشير إلى أن قلة المعرفة وما يترتب عليها من الوصول إلى مستنقع الجهل فى الأمور هي التي تجعل الإنسان يميل إلى التعصب ولا يرى سوى رأيه المتشدد، باختصار أقول إن الإنسان المتعصب يحاول دائما تفسير الأمور وفق ما يريده، وليس وفق ما هي عليه.